بيـن يـــدي رمضــان

بيـن يـــدي رمضــان

[size=16]يقبــل علينا رمضان ويتـــأهب الجميع
لمــلاقاة هذا الغـــريب القادم في قطار السنـــين
ويعلن العالم الإســلامي من أقصاه إلى أقصــاه ثورة من الفرح
ممزوجة بالســعادة والبشر لاستقبال هذا الضيف العزيز..
والذي طال انتظاره اثني عشــر شهراً وها هو يقــبل على هذا العالم
حاملاًً الكثير من الخير والرحمة والسكينة...

[center]هــذا الضيف الغريــب الذي سيأتي ألينا
ليس كـكـل الضيوف الذين يمــرون بنا في دروب الأيام الطـــويلة
فيطرقون أبوابنا لنقوم بضيــافتهم , انه ضيف من نــوع آخر ؟
أنه ضيف يكرم مضيفه ولا ينتــظر كرماً ممــن يطرق أبوابهــم أبداً
فما أن تحاول أن تكرمه حتى يزداد كرماً لك
إلى أن يخجـــــلك بكرمه وعطـــــاءه وسجاياه الطــــيبة ....

[center]يقولون (رمضان كريم) وما كذبوا؟؟
فهو الكريم بمقــدمه وبحلوله علينا فقد فاق كرمـــه كرم حاتم الطـائي
ومعن بن زائدة وجميع كرماء العرب
وفتحــت لياليه المتلألئة أبواب السمــاء للتائبين والعائـــدين إلى الله
والمتفكرين في ملكــوته ..
والعاشقين المغرمين بالوصــل الإلهي الذين ينتـــظرونه طـــوال العام
ويتلهفون لعناق الدموع التي تسيل معترفة بخطاياها
ومعلنة عن توبتها ..!
وذلتها ومسكـــنتها أمام ملك المـــلوك.

[center]بالأمس البعيد وفي عصور الإسلام الأولى
كان المسلمين يرحبــون برمضان في بداية العام ويودعـــونه في نهايته
فلا يغيب عنهم طيف ذلك الرمضان ويترجمون حبهم له بذكره
وحفظ وصــاياه العابرة ...... في صناديق قلوبهم العامرة بنــــور الله .

واليوم يفاجـــئنا رمضان ونحن مشغولون بالدنـــيا الفانية
وإذا ما ذكرناه شاغلتنا نفوسنا الصغيرة
في التفكــير في التحضير العدة لهذا الشهر من شـــراء المستلزمات
التي أصبحت ضرورية كي يأكلها رمضان ؟
فهو لا شـــك بأنه قد جاء جائعاً ويتضــور جوعاً..!
وعلينا أن نكرمه نحن ( الكرماء ) بالموائد العامرة والسهرات الطويلة في ليلة
لنؤنس وحدة هذا الضيف الغريب ..!

يا لها من حاله صعـــبة التي نمر بها هذا الأيــام ؟؟
بل والله إنها لمزرية في نظر رمضان ..!
ولو كانت له لسان لقال لنا بمــلء لسانه , أيها المسلمون إنــني رحمة مرسله ..!
إنني شهر فضيل من شهور الله لا آكل ولا اشرب ؟
إنني أضــل القلوب الرمضة من شمـــوس المعاصــي ..
نهاري عتق وسوار من نار جهنم
وليلي رذاذ وندى ينزل بالأسحار على القلوب العطـــشة الضامئة ..!!

أنا الشراب وأنا الطعام ..!
لكل جائع ومفتـــقر إلى رحمة الله الـــواسعة ...
أنا الفـــرحة والسعد والحبـــور
لكل عائــــد إلى ربه ..!
أنا الطيب والبخور..
لمن أراد ان يتـــزين للجنـــة والحور..

انا الضياء والنور..!
الذي يضئ الــدروب المعتمة في ليـــل المعاصي
للخطائون التائبين ..
انا زينة الدور والحجور بقراءة القرآن وإدخال على النفس السرور.
أنا الشعور بالذلة والمسكنة
أمام ملك السموات والأرض والفرصة السانحة
والطريق المذللة المفتوحة لك أيها الإنسان كي تعود إلى حمى ذلك الملك
والذي يحبك وينتــظر عودتك .

[center]يا مسلم يا عبد الله أنا رمضان
لست لا أريد مائدة طعامك الطويلة العريضة
وإنما أريد ذنوبك العريضة الطويلة أقدمها بين يدي ربك أيها العبد ؟؟
أنت الفقير وستضل الفقير أمام مولاك
أنا رمضـــان الذي جئت كي انقل همك ودمـــوعك
واضعها تحت رحمة الرحمن الرحيم
فلا تحاول أن ترشيني بمائدتك هذه فاني سأقوم بواجبي دون ذلك ...

لا حاجة لي بقنواتك الفضائية المتعددة
التي تسهر عليها وتتركني وحيداً في هدأه الأسحار أقف صامتاً خرساً
ارقب سمــــرك وليل الضجيج الذي تعيشه وتزعج نــــزول الملائكة في منزلك .
تلك الملائكة التي أرسلت لك لتنظر هل حاجة فتقضيها ؟؟
هل لك طلب فتلـــبيه ؟
هل لك ذنب أو دعوة أو توبة فتنقلها بين يدي خالقك ؟

[center]أي كريم أنت وأنت تزعج ضيفك ؟؟
باللهو والضـــحك والمعازف والملاهي التي تحرص على تقديمــــها لي
وان تعلم علم اليقين أن لا حاجة لي بها وما جئت أليها ؟؟
وإنما جئت لك أنت .... جئت أداوي جرحك وأضمده
وأغسل قلبك وجوفك من المعاصي والظنون والأحقاد ...
فهل أدركت عظم محبتي لك ؟؟

(قصة ووقـفة
رمضان كريم فكن أكرم مــنه ولكن ليس بتقديم الموائد العامـــرة
والتحضير لها ونسيان مضمون هذا الكرم
( وهو رضى الكريم عنك ..)
تحضرني قصة اختم بها هذا المقال لرجل (وأياك كان تكون مثله؟) ؟!
ضل يجمع لرمضان من شهر رجب
كل ما يحتاجه من مستلزمات البيت لقضاء رمضان من أكل وشراب ...
وكلما أحضر شيئاً تسأله زوجته الغبية لمن كل هذا ؟؟
فيقول لها لرمضان ؟؟
وضل يجمع ويجمع إلى أن هل هلال رمضان ..!!
وبينما هو خارج المنزل أذ طرق باب المنزل أحد النصابين ..!
فسألته المرأة من أنت ؟؟
فقال انا رمضان ؟؟
فأعطيني ما جمعه زوجك ...!!
فما كان من الزوجة المسكينة ألآ أن جمعت ما حمله زوجها
وأعطته لذلك النصاب , وما أن عاد زوجها الى البيت حتى وجد البيت خالياً ...
وسألها أين الميرة التي أحضرتها ؟
فقالت له قد جاء رمضـان وأخـــذها ؟؟!!

[center]فلا تكن يا أخي الكريم مثل ذلك الرجل المعتوه
الذي يفكر في بطنه فيدخل رمضـــان ويخرج وأنت لا تفــكر
إلا في طعامك وشرابك ؟؟
والذي ترميه في نهاية الشهر في موضع الفضلات , ؟؟
وتترك العبادة ــــــــــــ فو الله انه لا فرق بينك وبين هذا الرجل فلا تضحك كثيراً
على غبائه وغباء زوجته .....
[center][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

[/center]
[/center]
[/center]

[/center]
[/center]
[/center]
[/size][/center]