Ahmed
عضو جديد
عدد المساهمات : 86
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/02/2010
العمر : 40
الإقامة : Egypt
 |  موضوع: زينب بنت النبي(صلى الله عليه وسلم).. 20 عاما تنتظر إسلام زوجها الخميس مارس 11, 2010 6:50 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت ابنته الكبرى زينب من ابن خالتها أبي العاص بن الربيع، وأنجبت منه ولدان هما "علي" و"أمامة".
وظلت حياة الأسرة الصغيرة هادئة مطمئنة إلى أن بُعث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو العاص مسافرًا، وحين عاد وجد زوجته أسلمت، فدخل عليها من سفره، فأخبرته بالأمر.
وعلى رغم أنه رفض الدخول في الإسلام كرها أن يقول الناس خذل قومه، وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته، إلا أنها لم تفقد الأمل على مدار عشرين عاما في أن يهديه الله للإسلام.
وظلت زينب بمكة إلى أن وقعت غزوة بدر، وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب في صفوف جيش قريش. زوجها يحارب أباها، وكانت زينب تخاف هذه اللحظة. فتبكي وتقول: اللهم إنّي أخشى من يومٍ تشرق شمسه فييتم ولدي أو أفقد أبي.
ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر، وتنتهي المعركة فيُؤْسَر أبو العاص، وتذهب أخباره لمكة، فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟ فقيل لها: انتصر المسلمون، فتسجد شكرًا لله. ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟ فقالوا: أسره حموه.
فأرسلت في فداء زوجها، بعقد أمها وكان النبي جالسًا يتلقى الفداء ويطلق الأسرى، وحين رأى عقد خديجة رق لها رقة شديدة وقال: "إن زينب بعثت بهذا المال لافتداء أبي العاص، فإن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا". فقالوا: "نعم يا رسول الله."
غير أن النبي عليه الصلاة والسلام طلب من أبي العاص أن يسيِّر إليه ابنته زينب من غير إبطاء، فما كاد أبو العاص يبلغ مكة حتى بادر إلى الوفاء بعهده.
فأمر زوجته بالاستعداد للرحيل، وأخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة، وأعدّ لها زادها وراحلتها، وندب أخاه عمرو بن الربيع لمصاحبتها وتسليمها لأبيها.
وفي المدينة بدأ الخطَّاب يتقدمون لخطبة زينب على مدى 6 سنوات، وكانت ترفض على أمل أن يعود إليها زوجها.
أما أبو العاص فأقام في مكة بعد فراق زوجته زمنا، حتى إذا كان قبيل الفتح بقليل، خرج إلى الشام في تجارة له، فلما قفل راجعا إلى مكة ومعه عيره ، برزت له سرية من سرايا الرسول صلوات الله وسلامه عليه قريبا من المدينة، فأخذت العير وأسرت الرجال، ولكن أبا العاص أفلت منها هربا.
فلما أرخى الليل سدوله استتر أبو العاص بجنح الظلام، ودخل المدينه خائفا يترقب، ومضى حتى وصل إلى بيت زينب، واستجار بها فأجارته.
و لما خرج الرسول صلوات الله وسلامه عليه لصلاة الفجر، واستوى قائما في المحراب، وكبَّر للإحرام وكبَّر الناس بتكبيره، صرخت زينب من صفة النساء وقالت: "أيها الناس، أنا زينب بنت محمد، وقد أجرْت أبا العاص فأجيروه.
فلما سلَّم النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصلاة، التفت إلى الناس وقال: "هل سمعتم ما سمعت؟!" قالوا: نعم يا رسول الله.
قال: "والذي نفسي بيده ما علمت بشيءٍ من ذلك حتى سمعت ما سمعتموه، وإنه يجير من المسلمين أدناهم"، ثم انصرف إلى بيته وقال لابنته: "أكرمي مثوى أبي العاص، واعلمي أنك لا تحلّين له".
ثم دعا رجال السرية التي أخذت العير وأسرت الرجال وقال لهم: "إن هذا الرجل منَّا حيث قد علمتم، وقد أخذتم ماله، فإن تحسنوا وتردوا عليه الذي له، كان ما نحب، وإن أبيتم فهو فيء الله الذي أفاء عليكم، وأنتم به أحق". فقالوا: "بل نرد عليه ماله يا رسول الله".
مضى أبو العاص بالعير وما عليها إلى مكة، فلما بلغها أدى لكل ذي حق حقه، ثم قال: "يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟".
قالوا: "لا و جزاك الله عنا خيرا، فقد وجدناك وفيّا كريما".
قال: "أما وإني قد وفيت لكم حقوقكم، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.. والله ما منعني من الإسلام عند محمد في المدينة إلا خوفي أن تظنوا أني إنما أردت أن آكل أموالكم... فلما أداها الله إليكم، وفرغت ذمتي منها أسلمت".
ثم خرج حتى قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأكرم وِفادته، ورد إليه زوجته التي انتظرت عودته مسلما نحو 20 عاما، لكن الحياة لم تطُلْ بزينب طويلا؛ إذ فارقت الدنيا بعد عام واحد من إسلامه، ولحق هو بها بعد عام أيضا.
مع تحياتي صاحب الكلمه الصغيره | |
|
